الفرنكوفونية بإيجاز:
تاريخ الفرنكوفونية:
لئن ظهر مصطلح الفرنكوفونية في أواخر القرن التاسع عشر، في فرنسا، لوصف الفضاء الجغرافي الجامع بين الناطقين بالفرنسية في العالم، فإن المشروع الفرنكوفوني وُلد بفضل إرادة أربعة زعماء من الجنوب – هم الحبيب بورقيبة (تونس)، وليوبولد سيدار سنغور (السنغال)، وحماني ديوري (النيجر)، إضافة إلى الأمير نورودوم سيهانوك (كمبوديا): ويحتل موقعَ الصدارة في رؤيتهم طموحُهم إلى الاستفادة من استخدام اللغة الفرنسية مما يعزز التضامن، والتنمية، والتقارب بين الشعوب.
وبناء على ذلك، وقّعت يوم 20 مارس 1970، بنيامي في النيجر، 21 دولة، من بينها تونس، على اتفاقية إنشاء وكالة التعاون الثقافي والتقني، لتعزيز التعاون في مجالات الثقافة والتربية والبحث. وفي سنة 1998 أطلق على تلك الوكالة اسم الوكالة الحكومية الدولية للفرنكوفونية، ثم أصبحت، ابتداء من سنة 2007، تدعى المنظمة الدولية للفرنكوفونية.
تضم المنظمة الدولية للفرنكوفونية اليوم 88 دولة وحكومة (54 عضوا، و7 أعضاء منتسبين، و27 ملاحظا). وبفضل التوسع التدريجي لصلاحيات المنظمة التي امتدت إلى مجالات السلم، والديمقراطية، والتنمية المستدامة، والاقتصاد، والتقنيات الجديدة، فإنها تعزز موقعها بوصفها فاعلا رئيسيا على الساحة الدولية وتسهم في الإجابة عن التحديات الكبرى وأهمها تعزيز التعايش، واحترام التنوع الثقافي، ومقاومة التغير المناخي، وإيجاد فرص عمل للشباب والنساء.
المنظمة الدولية للفرنكوفونية: منظمة ذات صبغة فريدة:
هي جهاز مؤسساتي إقليمي أنشئ للنهوض باللغة الفرنسية وإقامة تعاون سياسي، وتربوي، واقتصادي، وثقافي في صلب الدول والحكومات الثماني والثمانين التي تتكون منها المنظمة الدولية للفرنكوفونية. ويضبط هذا الجهاز ميثاق الفرنكوفونية الذي تمت المصادقة عليه سنة 1997 خلال القمة الفرنكوفونية السادسة المنعقدة بهانوي (فيتنام) ونُقّحت في المؤتمر الوزاري الحادي والعشرين سنة 2005 بأنتاناناريفو (مدغشقر): أعلى هيئة فيها هي قمة رؤساء الدول والحكومات – وهي قمة الفرنكوفونية - التي تجتمع كل سنتين، وتديرها الأمينة العامة للفرنكوفونية، وهو منصب تشغله اليوم لويز موشيكيوابو.
تتميز المنظمة الدولية للفرنكوفونية بمكانتها الفريدة والطريفة في النظام البيئي الدولي: فهي فوق الانقسامات، إذ هي تجمع، في إطار احترام التنوع الثقافي واللساني، دولا من الشمال وأخرى من الجنوب، ودولا في طريق النمو وأخرى متطورة. وتفتح المجال لقيام عمليات تعاون غير مسبوقة وبناءة عبر هيئات حكومية دولية رفيعة المستوى.
هيئات المنظّمة الدولية للفرنكوفونيّة وهياكلها:
تخضع المنظمة الدولية للفرنكوفونية لهيئات سياسية ثلاث: هي القمة، وهي الهيئة العليا للفرنكوفونية، وتنعقد مرة كل عامين، والمؤتمر الوزاري للفرنكوفونية، والمجلس الدائم للفرنكوفونية.
وتَعُدّ المنظمة الدولية للفرنكوفونية عددا كبيرا من إدارات البرامج أو الدعم، وتتوفر على 11 ممثلية خارجية لتنسيق نشاطها ميدانيا موزعة على النحو التالي:
- أديسا بابا (أثيوبيا) لدى منظمة الوحدة الإفريقية
- بروكسل (بلجيكا) لدى الاتحاد الأوروبي
- نيويورك (الولايات المتحدة الأمريكية) لدى منظمة الأمم المتحدة
- جينيف (سويسرا) لدى منظمة الأمم المتحدة
- تونس (تونس) لشمال إفريقيا
- اومي (الطوغو) لغرب إفريقيا
- ليبروفيل (الغابون) لوسط إفريقيا
- أنتاناناريفو (مدغشقر) للمحيط الهندي
- بيروت (لبنان) لمنطقة الشرق الأوسط
- هانوي (فيتنام) لمنطقة آسيا المحيط الهادي
- كيبيك (كندا-كيبيك) لمنطقة أمريكا الشمالية
- بور أو برنس (هايتي) لبلدان الكاريبي وأمريكا اللاتينية
- بوخارست (رومانيا) لأوروبا الوسطى والشرقية
مهام المنظمة الدولية للفرنكوفونية:
ينص ميثاق الفرنكوفونية على أن رسالة المنظمة الأساسية هي تجسيد التضامن الفعال بين الدول والحكومات الممثلة بهذا الفضاء الجغرا-سياسي وهي واعية بالروابط والقدرات التي يتيحها الاشتراك في استعمال اللغة الفرنسية والانخراط في القيم الكونية.
وتهدف المنظمة الدولية للفرنكوفونية إلى الإسهام في تحسين مستوى عيش شعوب البلدان الممثلة فيها ومساعدتهم على أن يكونوا الفاعلين في برامج التنمية. وتقدم للدول الأعضاء دعما لبلورة سياساتها أو توطيدها، كما تقوم المنظمة بأنشطة في مجال السياسة الدولية والتعاون متعدد الأطراف، وفقا للمهام الأربع الكبرى التي أقرتها قمة الفرنكوفونية، وهي:
- النهوض باللغة الفرنسية وتأصيل التنوع الثقافي واللغوي للدول الأعضاء.
- دعم السلام، والديمقراطية وحقوق الإنسان.
- تعزيز مجالات التربية والتكوين، والتعليم العالي والبحث العلمي.
- تطوير التعاون الاقتصادي خدمة للتنمية المستدامة.
هذا وتولي المنظمة الدولية للفرنكوفونية، في مجمل أنشطتها ولوائحها، اهتماما خاصا بالشباب بوصفه مكونا رئيسيا وفاعلا لشعوبها، وبتفعيل دور المرأة في الحياة العامة ومشاركتها في الحياة السياسية في مسعى متواصل لتكريس مبادئ تكافؤ الفرص وتحقيق المساواة.
كما تعمل المنظمة على تعميم حق البلدان في النفاذ إلى تقنيات الإعلام والاتصال الحديثة.
تستند المنظمة الدولية للفرنكوفونية في تنفيذ برامج التعاون المتعدد الأطراف على أربعة أجهزة رئيسية:
-
الوكالة الجامعية للفرنكوفونية - AUF.
-
قناة تي في 5 العالم (TV5Monde).
-
الجمعية الدولية لرؤساء البلديات الفرنكوفونية - AIMF.
-
جامعة "سنغور" بالإسكندرية (مصر).