وفقًا لشهادة لأرسطو (عاش في القرن الرابع قبل الميلاد)، كانت قرطاج تعتبر أول جمهورية في تاريخ البشرية وهي التي ألهمت الجمهورية الرومانية. أعلن الكاتب والفيلسوف اليوناني الشهير في الجزء الثاني من كتابه في "السياسة" أن قرطاج لم تشهد تغييرًا في الحكومة قطّ". يثبت هذا التأكيد أن قرطاج لم تعرف قط نظامًا ملكيًا، أي إنها منذ تأسيسها عام 814 قبل الميلاد ظلّت جمهورية.
تونس هي أول دولة عربية ألغت العبودية، ففي 23 جانفي 1846، أصدر أحمد باي الأول، المعروف بميله إلى التجديد، أمرا بعتق جميع العبيد السود في الإيالة التي كانت ما تزال تحت نفوذ السلطنة العثمانية. ونظرا إلى أنّ أي شخص يولد في تونس يعدّ حرّاً بغضّ النظر عن أصل والديه، فقد حظر بالفعل بيع العبيد في سوق البركة في تونس عام 1841. بعد عام، أصدر أمرا مماثلا بحظر إرسال الأشخاص للبيع في الخارج. يمثل هذا التاريخ الذي يسجل أسبقية تونس في إلغاء العبودية في سجلّنا الوطني مصدر فخر لجميع التونسيين والتونسيّات في كل أنحاء العالم. إلغاء الرق هو علامة مضيئة في تاريخ بناء تونس الحديثة والحرة والمتسامحة والغنية باحترامها للتعددية والاختلاف.

يحتضن متحف باردو الشهير، ثاني متحف إفريقي بعد متحف القاهرة، أكبر مجموعة من الفسيفساء الروماني في العالم. مجموعة ثريّة ومتنوّعة تشمل لوحات عديدة من الحضارة الرومانيّة، من بينها خاصّة:
- فسيفساء فرجيل : وهي لوحة تمثل الشاعر وهو بصدد تأليف الإلياذة صحبة كاليوبي(إلهة الشعر والفصاحة) وكليو (إلهة التاريخ). قطعة فنية فريدة من نوعها في العالم يصفها البعض بكونها "جوكاندة باردو".
- انتصار نبتون : لوحة فسيفسائية هائلة تمسح 140 كلم2 تمثل نبتون على عربته التي تجرّها خيوله البحرية وهو يحمل رمحه الثلاثي.
- معمودية قليبية (أو حوض التعميد الرباعي) : هو تحفة فنية بمتحف باردو، اكتشف في حطام كنيسة قريبة من البحر بمنطقة الوطن القبلي، وهو أجمل مجموعة فسيفسائية مسيحيّة عثر عليها في كامل العالم الروماني.
- أوليس وعرائس البحر : لوحة فسيفسائية تمثّل مشهدا شهيرا لأوليس وهو مشدود إلى سارية سفينته حتى لا يستسلم لأغاني عرائس البحر.
- السيد يوليوس : عمل فني ذو قيمة استثنائية من الناحية التاريخية والوثائقية لأنه يعكس الحياة اليومية في المجالات الفلاحية الكبرى بإفريقيا الرومانية في القرن الرابع ميلاديّا.
كانت بلادنا قبل أن تتسمّى تونس معروفة باسم أفريكا، وهو الاسم الذي أسنده إليها الرومان بعد سقوط قرطاج سنة 146ق.م. وبسط النفوذ الروماني على الأراضي البونية إلى بلاد الآفري، وهم قبائل بربرية كانت تستوطن شمال تونس.
كانت أراضي مقاطعة أفريكا تمتدّ إلى ما وراء أراضي الآفري لتشمل المنطقة الممتدّة من طبرقة شمالا إلى حدود طينة بجنوب مدينة صفاقس.
أمّا إفريقيّة فهو الاسم الذي أسنده الفاتحون العرب إلى تلك المقاطعة الرومانية.

تونس هي المنتج والمصدر الرئيسي لزيت الزيتون من خارج الاتحاد الأوروبي.
في نهاية العصور القديمة، كانت تونس المصدّر الأوّل للزيت إلى الإمبراطورية الرومانية بأكملها.
وحتى اليوم تزخر بأشجار غابات الزيتون أشجار عمرها مئات الأعوام. بقي زيت الزيتون من ثروات تونس الأولى متصدّرا منتجاتها الفلاحية على مدى العصور.
في فصل الشتاء، ينقل الزيتون إلى المعاصر حيث يطحن ثمّ يعصر ليستخرج منه الزيت البكر الممتاز.
ولفوائده الصحية، يعدّ المكوّن الرئيسي لـ "حمية البحر الأبيض المتوسط"،ومكونا رئيسيا لنظام غذاء شعوبها .
بأكثر من 5 ملايين نخلة وأكثر من 200 صنف من التمور، تحتلّ تونس مكانة مهمة بين الدول المنتجة والمصدرة لهذا المنتوج في العالم. وتصنّف في الواقع المصدّر الأول للصنف "دقلة النور" تلك النوعية الممتازة والشفافة التي تجنى في شهر نوفمبر من كل عام.
يقع حوالي 50٪ من ثروة العالم من النخيل المنتج للتمور من صنف دقلة النور في تونس، وتحديدا بولايتي توزر وقبيلي.
التمر هو بالفعل منتج غني بالسكريات والألياف والمعادن والفيتامينات ومضادات الأكسدة. لذلك فهو طعام مرتفع القيمة يحتوي على العديد من المواصفات الغذائية والوظائفية والصيدلانية والتجميلية.
الهريسة عبارة عن عجينة فلفل حار، وهي أصيلة تونس، وتعد في بعض الحالات من "التوابل الرئيسية لتونس". لونها أحمر ساطع. تقدّم الهريسة مع معظم الوجبات وغالبًا ما تستخدم في إعداد أصناف متنوعة من الأطعمة. كما تستخدم عادة في تتبيل الكسكسي، أو في تتبيل اللحوم والخضروات. وتعدّ تونس هي أكبر مصدر للهريسة الجاهزة للاستعمال في العالم، وتنتج 22 ألف طن سنويًا.
بعد أن تم تصنيفها واعتمادها من قبل وزارة الصناعة علامة جودة غذائية في إطار برنامج "هريسة" الترويجي التونسي، سيصل المنتج التونسي الرائد قريبًا إلى مستوى جديد. حيث أودع المعهد الوطني للتراث، خلال شهر أكتوبر 2020، ملف تسجيل العلامة التونسية "الهريسة" في قائمة التراث الثقافي غير المادي للبشرية باليونسكو حتى يعترف بهذا المنتج الغذائي الرائع ثمرة هذه الأرض الغنية بثرواتها الغذائية.
سيظل يوم الجمعة 2 جوان 1978 محفوظا في ذاكرة تاريخ كرة القدم بتونس وبإفريقيا. ففي هذا اليوم وعلى عشب ملعب روزاريو سجلت تونس أول انتصار لها في أول مشاركة في نهائيات كأس العالم لكرة القدم بفوزها على المكسيك بثلاثة أهداف مقابل هدف واحد. كان هذا الانتصار أول انتصار يحقّقه بلد إفريقي وبفضله قررت الفيفا منح مشاركة لبلد إفريقي ثان في نهائيات كأس العالم بداية من دورة 1982 بإسبانيا.

يمثل السباح التونسي أسامة الملولي الحاصل على ثلاث ميداليات في الألعاب الأولمبية وعلى بطولة العالم في السباحة لأربع مرات، رابع سباح في تاريخ الألعاب الأولمبية الذي شارك في ست دورات متتالية لهذه الألعاب من بينها الدورة المنظمة حاليا بطوكيو 2020.
كما نجح أسامة الملولي البطل الأولمبي الأكثر تتويجا في تونس في تسجيل اسمه في تاريخ السباحة العالمية بعدما تحصل على ميداليتين ذهبيتين أولمبيتين، الأولى في منافسة السباحة الحرة في المسبح لمسافة 1500 متر في دورة الألعاب الأولمبية ببيكين سنة 2008 والثانية في مسافة 10 كلم سباحة حرة في المياه المفتوحة وذلك في دورة لندن سنة 2012.